نظريـــة «نفيـــر الثُّبـــات»

 

تدعو نظرية «نفير الثُّبات» إلى جهاد فردي انتقالي يهدف إلى إنهاء الحداثة، وتفكيك النظام العالمي، والإطاحة بالرأسمالية، والقضاء على الليبرالية، لتمكين الإسلام.

النظرية مدفوعة باليقين بأن عز الإسلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهاد، ومدفوعة بالاعتقاد بعجز الجهاد الجماعي عن مواجهة قوى الحداثة والنظام الدولي، ولأن الجهاد الفردي أقرب إلى الطبيعة الفردية للإنسان الحديث.

لا تقوم النظرية على المناظرات الكلامية، والإقناع، والحوارات، التظاهرات، والاحتجاجات، والمسيرات، والاعتصامات، والمقاطعات، والإضرابات، والالتماسات، والتعيير، ووسائل الضغط السلمية والعصيان المدني؛ نظرًا لتطبُّع المراكز الغربية لصنع القرار مع تلك الوسائل، وقدرتها على التعامل معها كأمر طبيعي.

تتضمن النظرية مجموعة من الإجراءات تتراوح قوة وضعفًا، من الانغماس إلى المُرَاغَمَة، أقواها ما يؤدي إلى الاستشهاد، وأضعفها ما يؤدي إلى الأسر والاعتقال كتسريب البيانات الحساسة، والحرب النفسية، والدعاية المضللة، والهجوم الإلكتروني، وأعمال الشغب والتخريب، واحتلال الأماكن الخاصة، وكل ما يؤدي من شأنه إلى إغاظه العدو وإغضابه وإرباكه، والهدف من تلك الإجراءات خلق توازن في إثبات الوجود، وغرس الشعور بخطر الإبادة، وحضور كل نفير في الذاكرة الجماعية.

ويُعتقَد بأن هذه النظرية ستتلقى قبولًا لأن أمتنا مهيئة لمعارضة فاعلة وغير مشروطة لقيم الحداثة، ولكن شرط إثبات صحتها هو أن تتحول إلى حالة جماهيرية عامة، وممارسة ميدانية، دون تنظيم، لأن التنظيم ليس إلا شكلًا يتوسط النظرية الثورية وممارسة الثورة، وأن تقوم على الفعل وليس على ردة الفعل.

كاد النبي إبراهيم أصنام قومه وحده فجعلهم جُذاذًا، وخرج عتبة بن أسيد مع جماعة قليلة ليضيقوا على ليضيقوا على قريش فكلما خرجت عِير لهم اعترضوها، وأعدم محمد بن مسلمة هو وجماعة كعب بن الأشرف الذي كان يؤذي المسلمين فقال لهم رسول الله: أفلحت الوجوه، وأظهر يحيى بن أم الطويل الفُتوَّة وحده فكان يقف فوق الكناسة فينادي: إنا براء مما تسمعون.

إن للأفعال الفردية تأثيرات كبيرة حتى على التاريخ المعاصر، فلقد أشعل اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند اندلاع الحرب العالمية الأولى وأدى إلى سقوط الإمبراطوريات، وأدى إنشاء المستوطنات اليهودية في فلسطين إلى إنشاء إسرائيل والصراعات المستمرة، توضح هذه الأمثلة كيف يمكن للأفراد تشكيل تاريخ جديد.

لتحويل النظرية إلى عملية ميدانية، ادرس النظرية واحفظ حججها أولاً، واقرأ تاريخ جهاد المسلمين، ثم اختر حجم التضحية، بعد ذلك، قم بإنشاء خلية أو تنفيذ عملية فردية، وحدد هدفًا واحدًا مهمًا لتنفيذ عملية مستدامة، وبعدها استعد لعملية سلسة ومضرة قدر الإمكان، ثم ابدأ بتنفيذ العملية وأخلق فوضى أمنية ومعضلة سياسية.

عندما يتعرض مجاهد يعمل تحت رايتنا لخطر مباشر، نصدر إنذارًا عاجلًا إلى جنودنا حول العالم للكفاح من أجله، ونقدم له دعمًا لوجستيًا مؤقتًا (كالاستشارات، والنقل المؤقت، والتمثيل القانوني، ومراقبة المحاكمات، وحشد المؤيدين، وزيارات السجون)، وعناية فورية مؤقتة (كالإسعافات الأولية، والدعم النفسي)، بغرض محاولة الوصول به إلى أفضل وضع ممكن.