قامت لجنة النساء والمساواة في مجلس العموم البريطاني بنشر مذكرة توصيات أعدها المستشار العام لهيئة اليد العليا، محمد الميل، على موقع البرلمان البريطاني؛ تأتي هذه الخطوة المهمة في إطار جهود معالجة قضايا الإسلاموفوبيا الجندرية.
تركز مذكرة الميل على أهمية الاستقلالية الدينية كشرط أساسي لتمكين النساء المسلمات، مشددة على أن تصويرهن كضحايا بحاجة إلى “تحرير” خارجي يعزز من الفهم الخاطئ لدورهن ويعوق معالجة الحواجز النظامية التي يواجهنها.
تنتقد المذكرة مفهوم “التقاطع” الذي قد يؤدي إلى تفتيت الهوية المسلمة إلى فئات متنافسة، مما يضعف التضامن الجماعي ويعطي الأولوية للمظالم الفردية على القيم الثقافية والدينية المشتركة.
بدلًا من ذلك، تدعو إلى تعزيز الهوية المشتركة بين المسلمين، معتبرة أن الحلول الفعالة للإسلاموفوبيا الجندرية تتطلب الحفاظ على القيم الإسلامية وتعزيز الاستقلالية الدينية، وليس من خلال فرض سياسات تكييفية تقوض هذه القيم.
تتضمن المذكرة النقاط الرئيسية التالية:
- الإسلاموفوبيا الجندرية: لا يمكن معالجة الإسلاموفوبيا الجندرية بفعالية من خلال أطر تعتبر القيم الإسلامية كأمر مَرَضِي. إن تمكين النساء المسلمات يعتمد على الحفاظ على استقلاليتهن الدينية، وفرض سياسات التكيف يهدد القيم الإسلامية.
- مفهوم التقاطع: مفهوم التقاطع قد يؤدي إلى تفتيت هوية المسلمين إلى فئات متنافسة، مما يضعف التضامن الجماعي. ينبغي أن تركز السياسات على تعزيز الهوية المشتركة بدلًا من تقسيم المجتمعات.
- تصوير النساء المسلمات كضحايا: تصوير النساء المسلمات كضحايا يعزز الفكرة الخاطئة بأنهن بحاجة إلى “تحرير” خارجي، بدلًا من معالجة الحواجز النظامية التي يواجهنها.
- استهداف المسلمات: تتعرض النساء المسلمات بشكل غير متناسب للإساءة الإسلاموفوبية بسبب علامات الإيمان الظاهرة، كالحجاب والنقاب. يجب تعديل قانون المساواة لتعزيز الاستثناءات الدينية وحماية حقوقهن.
- خدمات الوساطة: ينبغي تخصيص التمويل لخدمات الوساطة الإسلامية التي يقودها المسلمون لمعالجة النزاعات داخل المجتمع دون تدخل الدولة، مما يوفر حلولًا تتناسب مع القيم الدينية.
- السياسات الأمنية: تساهم سياسات مثل “PREVENT” في تفاقم الإسلاموفوبيا الجندرية من خلال استهداف المجتمعات المسلمة، مما يعزز الصور النمطية السلبية.
- الزواج والشراكة المدنية: قانون الزواج والشراكة المدنية لعام 2022 يجرم الزواج تحت سن 18، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الشابات المسلمات ويعكس عدم الثقة في استقلاليتهن.