وسط حضور نوعي، احتفلت هيئة اليد العليا بافتتاح مكتبها في المملكة المتحدة كخطوة لإحداث تموِّج توعوي يرفد العمل الاجتماعي الجماهيري بما يحدث نقلة نوعية في برامج الهيئة ومؤسساتها، ويضاف هذا الدور إلى قائمة أدوارها الإيمانية التثقيفية، انطلقت الهيئة في المملكة المتحدة باعتبارها مركزا ثقافيًا، ومنطلقًا عالميًا لصُنَّاع القرار!
كان ذلك بعد حملة لجمع التبرُّعات بهدف الانطلاق من جديد في بريطانيا، ولإنشاء مركز يكون جامعا لأنشطتها، وليكون على خطوط التماس مع الجماهير المؤمنة، أدارت الهيئة هذه الحملة بعد ملاحقة السلطات الكويتية لمؤسسها محمد الميل، ومطاردة منتسبيها، وبعد قرار حظرها وإغلاقها في الكويت، فانطلقت الحملة بشعار: «لن نتوقف.. سنكمل المسيرة، وسنسعى إلى الريادة».
يقع المكتب في مدينة مانشستر الواقعة في شمال غرب إنجلترا، وهي إحدى المدن الصناعية العريقة التي انطلقت منها الثورة الصناعية في أوروبا، والمكتب مفتوح يوميا لاستقبال جمع المؤمنين فضلا عن عملاء الهيئة والمشتركين في خدماتها المتنوعة، وللتواصل مع قواعد المستفيدين من خدماتها، بينما خُصص مساء يوم السبت كموعد للاستقبال الرسمي الأسبوعي حيث يتواجد ممثلو الهيئة وأعضاؤها للالتقاء بالزوار الكرام، ولإحاطتهم بمرتكزات الهيئة الفكرية، ويشارك عدد من المفكِّرين والباحثين في بعض الفعاليات.
كان الاحتفال قد بدأ بعد آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ عبد الرزاق سلمان، بعدها كلمة مقتضبة للعضو السيد مرتضى الجابري هنأ في بدايتها القائمون على الهيئة بافتتاح المكتب الجديد، كما شكر جهودها نشر الوعي، تلاها كلمة الشيخ عباس آغائي، فكلمة للمستشار العام للهيئة محمد الميل تكلَّم فيها عن أهمية الاتصاف بالشجاعة، وحمل مهمة الدعوة للواجهة الصحيحة للإسلام ونشرها، وضرب مثالا بسليم بن قيس الذي كان شابا لم يتجاوز عمره الثامنة عشر، والذي بفضله كُتب الوجه الآخر للتاريخ الإسلامي؛ فعُد كتابه أول مصنَّف عقائدي تاريخي وصل إلينا من القرن الأول، ثم وجه خطابه للحكومات العربية القمعية التي تلاحق الأحرار من شعوبها، وحذَّرهم بقوله: «الحكم آتٍ لنا بقوة القدر والسنة الكونية إذا عاكستمونا»! كما تطرَّق بذكر شيء من المشروعات والخطط المستقبلية المنوطة بالهيئة، بعد ذلك ألقى السيد محمد تقوي كلمة باللغة الإنجليزية.
ومن جانب آخر؛ قام المكتب ضمن حملته الإيمانية بتوزيع مطبوعات الهيئة، وأبرزها «The Shia Newspaper»، والتي كانت باكورة مشاريع الهيئة بعد إغلاقها في الكويت وانطلاقها في بريطانيا.
وكانت التغطية الإعلامية من نصيب مؤسسة هجَر -الذراع الإعلامي للهيئة-، والتي يعمل العاملون فيها على تنميتها لتصبح مؤسسة إعلامية عملاقة تؤدي دورها على مستوى العالم.