أطلقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني تحقيقًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث استقبلت العديد من الطلبات من خبراء ومستشارين، من بينهم محمد الميل، المستشار المستقل والخبير في الحركات الإسلامية؛ وقد قدم الميل توصياته التي تم قبولها ونشرها اليوم على موقع البرلمان البريطاني، بتاريخ 18 فبراير 2025.
في رسالته، استعرض الميل الدور التاريخي للمملكة المتحدة في الصراع، مشددًا على ضرورة إعادة تقييم السياسات الحالية؛ كما ناقش أهمية إعادة النظر في تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، مؤكدًا على أهمية الحوار مع جميع الفصائل الفلسطينية كخطوة نحو تحقيق سلام مستدام، مستندًا في تحليلاته إلى دروس مستفادة من تجارب تاريخية.
استهل الميل رسالته بالتعبير عن منطلقاته، مشيرًا إلى المسؤولية الأخلاقية التي تحتم عليه تقديم هذه الرسالة استجابةً لاستفسار اللجنة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أكد أن الدافع وراء ذلك هو ضرورة معالجة الظلم التاريخي لتمهيد الطريق نحو حل مستدام وعادل للصراع.
تتضمن الرسالة ست توصيات:
- مراجعة السياسات البريطانية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع التأكيد على أهمية الاعتراف بالتواطؤ كخطوة أساسية لتحقيق التقدم، وإعادة التفكير في الأيديولوجيات الأساسية، وتحويل نظام الحكم في إسرائيل من إطار صهيوني إلى نموذج انتقالي أكثر شمولية، مما يمهد الطريق لحل نهائي للصراع والأرض.
- إعادة النظر بشكل عاجل في تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، حيث قد يعيق ذلك الحوار والمعاملات الجادة مع الفصائل الفلسطينية، مما يعرقل الطريق نحو حل سلمي.
- إعادة تقييم العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، مستفيدين من الدروس المستفادة من السياق التاريخي لجنوب أفريقيا خلال فترة الفصل العنصري، حيث كان الضغط البريطاني حاسمًا في تعزيز التغيير.
- تعزيز تنفيذ الأطر القانونية الدولية لضمان المساءلة للمنتهكين، والالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك اعتقال القادة الإسرائيليين وفقًا لمذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
- الانخراط مع منظمات المجتمع المدني الفلسطينية في المملكة المتحدة كخطوة حاسمة لتعزيز نهج شامل لفهم احتياجات الفلسطينيين، حيث إنهم الأقدر على التعبير عن وجهات نظرهم واحتياجاتهم.
- تحدي الروايات الضارة التي تساهم في المظالم المستمرة ضد الفلسطينيين، مع الاعتراف بمصطلح “فوبيا الفلسطينيين” وتعريفه لوصف المواقف والسياسات والخطابات التي تكرس التمييز أو العداء أو العنف ضد الفلسطينيين.
جدير بالذكر أن محمد الميل قد حضر جلسة استماع للأدلة الشفوية في لجنة الشؤون الخارجية، بتاريخ 27 يناير 2025.