في جلسة حوارية مع الأمير تركي الفيصل آل سعود، نَظَّمَها المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، برزت مداخلة الشيخ محمد الميل كصوت ناقد قوي للموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث انتقد الشيخ الميل بشجاعة تصوير الحرب المستمرة في فلسطين على أنها صراع بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أن الحقيقة هي أن هذه الحرب هي حرب بين إسرائيل والشعب الفلسطيني بأسره، وفي هذا السياق، استحضر الشيخ الميل موقف الملك فيصل التاريخي ضد إسرائيل، متسائلًا عن موقف الحكومة الحالية وسلوكها الذي وصفه بالمخزي.
لقد كان الشيخ الميل واضحًا في انتقاده، حيث قال: “ألا تخجل من أنك بدلًا من اتخاذ موقف من أجل العدالة، تعطي الأولوية للمناورة السياسية؟ هذا ليس مجرد فشل؛ إنه عار على العالم العربي”. هذه الكلمات تعكس مدى الإحباط الذي يشعر به الكثيرون تجاه السياسات السعودية الحالية، التي تبدو وكأنها تُفَضِّل الحسابات السياسية على المبادئ الإسلامية.
وفي رد الأمير، حاول أن يتجنب الإجابة المباشرة على انتقادات الشيخ، مشيرًا إلى أن مصطلح “الحرب بين حماس وإسرائيل” هو مصطلح شائع في الإعلام، ومع ذلك، فإن هذا الرد لم يكن كافيًا، حيث تجاهل الأمير السؤال الثاني الذي تضمن انتقادات مباشرة للموقف السعودي من القضية الفلسطينية. هذا التهرب من الإجابة يعكس بوضوح مدى إصرار النظام السعودي على اللعب السياسي بدلًا من تقديم دعم حقيقي للقضية الفلسطينية.
إن موقف الأمير، الذي يبدو أنه يسعى للحفاظ على صورة النظام السعودي في الساحة الدولية، يثير تساؤلات حول مدى التزام المملكة بالقضية الفلسطينية؛ فبينما يتحدث عن تعقيدات الحرب، يتجاهل الأسئلة الجوهرية حول دور بلاده في دعم حقوق الفلسطينيين. إن هذا التوجه يعكس عدم رغبة حقيقية في مواجهة الحقائق المؤلمة، ويؤكد على أن النظام السعودي لا يزال يُفَضِّل المناورات السياسية على اتخاذ مواقف جريئة تدعم العدالة.
Arab State Coconuts put on the spot by Mohamad Al-Mail for ignoring Palestine – and boosting Hamas v Israel "war" concept rather than genocidal occupation of Palestine. pic.twitter.com/L9BVL6olsl
— Piers Corbyn (@Piers_Corbyn) September 13, 2024