ملحوظة: لم يتم تنقيح هذا التقرير أو مراجعته، وقد تم اقتباسه حرفيًا. نتيجة لذلك، قد تكون هناك أخطاء أو عدم دقة في المحتوى. من فضلك ضع هذا في الاعتبار أثناء القراءة.
إنتاج: قناة هَجَر
بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدم إلى ساحة موالينا وساداتنا أئمة الهدى صلوات الله عليهم بأصدق وأحرِّ التهاني بمناسبة ميلاد صاحب اليد العليا إمام الأكوان صاحب العصىر والزمان إمامنا المهدي صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.
لعله كان خافيا على الكثير حينما يتطلعون في سيرة أصحاب مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه حين ظهوره أن هنالك متطلب وهنالك صفة لا بد أن تكون متوفرة فيهم أي في أصحاب إمامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف؛ وهي الصفة الجسمية أن يكون عندهم صفة جسمية حتى يتأهلوا ويكونوا من أنصاره وأعوانه، هنا النعماني يروي في كتابه الغيبة في صفحة ٣٢٠ يقول واصفا أصحاب إمامنا عليه السلام: “ورجال كأن قلوبهم زُبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون برايتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم”.
قوة جسمية صحية في أصحاب إمامنا عليه الصلاة والسلام، كذلك تقرأون في دعاء العهد حينما تعاهدون إمامكم وتشارطوه تقرأون هذه العبارة: “فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني، شاهرا سيفي، مُجردا قناتي”.
تدعو الله بأن يجعلك بهذه الهيئة العسكرية، ثم تقرأ وتقول: “مُلبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي”. معناه إنك تستعد لتُلَبْي جميع أوامر الإمام عليه السلام، وتنفذ جميع ما يطلبه منك الإمام حينما يضعك في دور عسكري معين، وتدعو الله أن تكون جاهزا في الحاضر والبادي؛ يعني بجميع الظروف التي تتطلبها المعركة، عزم راسخ، وعزم على الامتثال والطاعة لصاحب العصر والزمان.
هنا نحن نقسم هذا البحث على قسمين؛ القسم الأول متعلق بالنية، إذا أردت أن تكون من أنصاره وأعوانه ومعاونيه لا بد أن توطن نيتك على أن تتأهل وتحظى بهذا المقام؛ لأنه لا عمل إلا بنية، وكما قال إمامنا الصادق عليه السلام: “ما ضعف بدن عما قويت عليه النية”.
فحتى لو لم تستطع جسميا أن تعد نفسك لتكون من أنصاره، وهذا الإعداد في زمان الغيبة حتى حين يظهر تكون جاهزا؛ بنيتك الله يؤهلك لتكون حائزا على هذه الصفة.
هنا عن إمامنا الصادق عليه السلام يقول: “ليعدن أحدكم لخروج القائم عليه السلام ولو سهما فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لئن ينسئ -يعني يؤخر- في عمره حتى يدركه ويكون من أعوانه وأنصاره”.
إذا كانت عندك نية حقيقة حتى لو تحارب مع الإمام بسهم واحد، أقل ما يمكن تجهيزه في المعركة؛ الله تبارك وتعالى يؤخر في عمرك حتى تدرك إمامنا عليه السلام.
إذا النية الصادقة!
كذلك مما يعضد هذا القسم ما رواه ثقة الإسلام الكليني في روضة الكافي بإسناده عن عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، يسأله عبد الحميد يقول: “فإن مت قبل أن أدرك المهدي عليه السلام”. هو يريد أن يأخذ من الإمام صك وضمانة، قال عليه السلام: “إن القائل منكم إذا قال إن أدركت المهدي من آل محمد نصرته كالمقارع بسيفه والشهادة معه شهادتان”!
أنت فقط تكون عندك نية أن تكون جاهز، الله يؤهلك لهذا الأمر.
كذلك عن ابن طيفور المتطبب قال سألني أبو الحسن عليه السلام: “أي شيء تركب؟ قلت حمارا. فقال عليه السلام: بكم ابتعته؟ قلت: بثلاث عشر دينارا. فقال عليه السلام: إن هو السرف! أن تشتري حمارا بثلاثة عشر دينارا، وتدع برذونا -البرذون هو نوع من أنواع الخيول غير العربية- قلت يا سيدي: إن مؤنة البرذون أكثر من مؤنة الحمار. قال: إن الذي يمون الحمار يمون البرذون؛ أما علمت أن من ارتبط دابة متوقعا به أمرنا، ويغيض به عدونا وهو منسوب إلينا أدرَّ الله رزقه، وشرح صدره، وبلغه أمله، وكان عونا على حوائجه”!
أما بالنسبة لما يرتبط بالقسم الثاني؛ هنا صاحب كتاب مكيال المكارم، وهذا الكتاب من الكتب الجميلة والقيمة، يذكر في باب من الأبواب ثمانين واجب من الواجبات التي يفترض على كل شيعي أن يقوم بها اتجاه مولاه صاحب العصر والزمان؛ يذكر عنوان لطيف: “إعداد السلاح ومرابطة الخير انتظارا لظهوره”. تعد سلاحك، تعد نفسك، ترابط انتظارا لظهوره صلوات الله عليه.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”. ترابط في سبيل الله، يعني أن تُقيم دابتك مثلا في ثغر من الثغور متوقعا به أمر أهل البيت عليهم السلام، وترتبط نفسك بحبل ولايته، وتحاول تجهيز نفسك روحيا وجسمانيا من أجل نصرته.
هنا في تفسير هذه الآية يروي العياشي في الجزء ١ في ص٣٥٩، عن أبي يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام في معنى الآية، قال: “اصبروا على الأذى فينا، قلت: فصابروا. قال عليه السلام: على عدوكم مع وليكم، قلت ورابطوا. قال: المقام مع إمامكم”.
كذلك في رواية أخرى يرويها النعماني في غيبته في ص١٩٩، عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: “قال اصبروا على آداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا امامكم المنتظر”.
نختم بهذا الأمر؛ إذا لم تستطع أن ترابط وتعد نفسك جسميا لنصرته؛ اشتغل باللعن، هذا قول آل محمد عليهم السلام، تعمل على نسف الجبت والطاغوت وقتلة السيدة الزهراء عليها السلام، وهذا الهدف هو الذي يعيش من أجله إمامنا صلوات الله عليه حيث تقرأون في زيارته: “أشهد أنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت اللهم صل عليه وعلى خدامه وأعوانه”.
كذلك في بحار الأنوار في جزء ٣ في ص٥، قال رجل للإمام الصادق عليه السلام: “يا بن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم فكيف حالي؟ فقال الإمام الصادق عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش فلكما لعن هذا الرجل لعنا ساعدوه ولعنوا من لعنه ثم ثنوا، فقالوا: اللهم صل عبدك هذا الذي بذل ما في وسعه ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من الله عز وجل: قد أجبت دعائكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الأرواح وجعلت عندي من المصطفين الأخيار”.
والإمام قد بشَّر بقوم يظهرون قبل خروجه هذا القوم الذي يخرج قبل قيام المهدي عليه السلام قال عنهم الإمام الصادق: “قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد إلا أحرقوه”!
لا يدعون ظالم أو أحدا له صلة بظلم أهل البيت عليهم السلام إلا وحرقوه ونسفوه، هؤلاء هم أصحاب إمامنا عليه السلام؛ فختاما ندعوك أيها الشيعي أن تتهيإ جسميا لنصرته وأن تقوي بنيتك الرياضية وأن تتعلم الرماية، تتعلم الخيل مثلا، والسباحة؛ هذه كلها في نصرة أهل البيت، توطن نفسك على هذا الأمر؛ فنحن نقرأ في الزيارة الجامعة الشريفة: “ونصرتي لكم معدة حتى يحي الله دينكم به”.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلكم من أنصاره وأعوانه وممن يقاتل بين يديه.