المتحدث: محمد الميل – المذيع: أحمد القحطاني – إخراج: برافين – مكان التسجيل: لندن، المملكة المتحدة – رعاية: هيئة اليد العليا
الأفكار المركزية:
- يبين محمد الميل أن النصوص الشرعية أصبحت خادمةً للمذاهب الإسلامية بدلًا من أن تكون مرشدةً لها، مؤكدًا أن استدلال الفرق الإسلامية بالقرآن لتثبيت معتقداتها ليس فضيلة في حد ذاته، بل قد يكون مظهرًا من مظاهر تغلب الهوى المذهبي على أدوات الفهم والتلقي.
- يصرح محمد الميل بأن دخول الفلسفة اليونانية إلى أوساط المسلمين قد شكل نقطة تحول مؤذية، حيث أدخلت شكوكًا ونزاعات فلسفية تعقدت معها فهم القرآن، فبدأ الخلاف يتسع ويتعمق في كل صغيرة وكبيرة.
- يرى محمد الميل أن سورة الروم تجسد خطابًا قرآنيًا استبصاريًا، يهيئ المؤمن لفهم التحولات الكونية، ويفتح بصيرته على سنن التاريخ وجدلية الصراع الحضاري، ضمن إطار السنن الربانية التي تحكم مصائر الأمم.
- ينبه محمد الميل إلى أن المقطعات التي افتتحت بها العديد من سور القرآن، مثل «الم»، وإن كثرت فيها الأقوال، تبقى من أسرار هذا الكتاب، التي اختار الله أن لا يجعل لها بيانًا يقينيًا. ومن المفارقات اللافتة أن تلك الحروف المقطعة لم تواجه بإنكارٍ من الخصوم، ولا بمطالبةٍ ملحةٍ من الصحابة الذين كان لهم دائمًا حرص على فهم كل جانبٍ من جوانب الوحي.
- يوضح محمد الميل أن الخطاب القرآني يتنوع بين الإنشاء والإخبار، ويذهب إلى أن الفعل الماضي في «غلبت الروم» ينتمي إلى نوع الإنشاء، ويعني دعاءً مستمرًا على القوى الغربية التي تتجسد في كل مرةٍ في رومٍ جديدة.
- الدعاء بـ «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين» هو مجرد عجزٍ عن الانحياز للحق، خاصةً عندما يظهر في الطرف الذي نختلف معه مذهبيًا. يؤكد محمد الميل أن الخلل في إسقاط الآية «غلبت الروم» على إيران وإسرائيل يكمن في إغفال تحقيق المناط؛ فالتشابه الجغرافي أو الرمزي لا يكفي. لا تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم فارس كسرى، ولا إسرائيل تمثل هرقل الروم، ومن يتجاهل هذه الفروق، يستخدم القرآن لخلق حياد وهمي، بدلًا من فهم الواقع بنور الوحي.