المرسل: @DigitalWellbeing-q3t
صديقي آراءك ممتازة… لكن يجب أن تتعامل مع الأمور بواقعية وليس بمثالية… هناك ما يسمى بنظرية الدولة ونظام الحكم… أو ما يسمى بالدولة العميقة… حيث كل القوانين تصاغ لتعطيها القوة المطلقة مع ضبط النفس… لا تستخف بأحد… لا أحد يود إيذائك… ولو أرادوا لفعلوا… هم فقط يتعاملون مع الموقف حسب حجمه… ليسوا معنيين أن تنكشف أوراقهم لأسباب عابرة… بل يحتفظون بأدواتهم للأوقات الصعبة… كلمات مثل (ايه ايه) قد تفسر بالتأكيد… خذ القانون بعين الاعتبار.
لا يوجد شيء اسمه حركات اسلامية… ولا تخلط بين الدين الاسلامي وما قد أسموه حركات اسلامية… هم يتفادوا أن يسموا الدين الاسلامي متطرف، فيسموه حركات اسلامية متطرفة.
أحيانا العلم الذي تتعلمه قد يكون مفيد جدا، وأحيانا أخرى يكون ضار أو غير نافع أبدا.
على سبيل المثال ورقة في البرلمان لن تغير نظام بأكمله… خاصة أن العمل السياسي غير مدفوع باستراتيجيات طويلة إنما جولات قصيرة لإبراز الذات والفكر وهو حق مشروع… وأبرز دليل أن كل العرب تاريخيا غادروا الساحة البريطانية بسبب ضحالة الموقف.
تجد البرلمان البريطاني كلهم محاربين قدامى… مثلهم مثل البرلمانات العربية الفاسدة، ولكن يحكمون من منطق قوة والأقدمية والخبرة…
آخر نتيجة للانتخابات 90% للحزبين والباقي تقاسموا 10% وربما أقل.
هذه خرائية وليست ديمقراطية تقوم فيها المؤسسات الإعلامية بنشر الاستطلاعات لتوجيه الجمهور نحو الأحزاب المتصدرة.
كذلك تجد حزبين بديلين حزب الإصلاح بديل المحافظين وحزب الأخضر بديل العمال
أتمنى أن تكون من الرابحين يوم الآخرة… بتوجيه صوتك للمسلمين وليس للغرب… الغرب لن يتغير المهم تحافظ على جاليتك وتقدم محتوى يفيدها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… وليس باستخدام مصطلحات سياسية مركبة ومعقدة… إلا عندما يكون واجب عليك تقوم بعمل سياسي قانوني.
وهذا ما يمكن أن يبقى في رصيدك يوم لا ينفع مال ولا بنون.
قبل أن أنسى… في دول الابل… سياسي غير متعلم لايعرف يتحدث ولا يظهر في الإعلام… تجده يبدأ مسيرته من نقطة +1000 فوق الصفر… بينما غيره تعب وشقي ولديه حضور يعيش على ل+10 طول عمره.
وأنصحك تناقش ناس غير المقربين منك حتى تجمع أفكار مختلفة.
مرة أخرى أنت رائع بلا شك.
شكرا جزيلا.
الرسالة الجوابية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلع محمد الميل على رسالتك وقدر وجهة نظرك؛ لكنه يرى أن فكرة “الدولة العميقة” تبدو كفكرة تآمرية أكثر منها واقعًا ملموسًا. إذا كانت هناك قوى خفية تتحكم في كل شيء، فلماذا نرى الفشل والارتباك في السياسات بشكل مستمر؟ الحقيقة أن الأنظمة السياسية تتأثر بعوامل متعددة، وليس هناك كيان واحد يملك القوة المطلقة.
يود الميل أن يؤكد بشدة على اتفاقه معك في أن النظم الديمقراطية، سواء كانت غربية أو شرقية، تعاني من الفساد؛ لذا، يعتبر الميل نفسه والحركة التي يقودها جزءًا من حركة انقلابية وليست إصلاحية، ورغم عدم إيمانه بهذه النظم القائمة وسعيه لاستئصالها، فقد تراه يعمل أحيانًا ضمن إطارها.
ومن هنا، فإن وجود توازن بين العمل السياسي في الواقع القائم والجهود الاستئصالية يعد أمرًا ضروريًا؛ ويؤكد أن فشل الحركات الإسلامية يعود إلى غياب هذه الثنائية، حيث انغمست بعضها في الواقع السياسي فقط فتلوثت، بينما انخرطت أخرى في العمل الجهادي فقط فتورطت.