صدر يوم الجمعة، 16 رجب سنة 1446هــ، الموافق: 17 يناير سنة 2025م، البيان التالي (462502):
بسم الله الرحمن الرحيم
مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، تمثل هذه اللحظة التاريخية شهادة قوية على الروح التي لا تقهر لأولئك الذين تحملوا وحشية النظام الإسرائيلي، كما أنها تأكيد على أن المقاومة، التي تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني، قادرة على مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تتوان عن ارتكاب الفظائع بحق المدنيين.
لقد بان فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية بعد فترة ممتدة من العدوان، وظهرت هشاشة نظامها القمعي في شروط الاتفاق؛ إذ وافقت إسرائيل على مغادرة غزة بالكامل وإطلاق سراح عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين، بينما ستستعيد بعض الرهائن، نظرًا لأن العديد منهم قد توفوا، مما يبرز هذا الفشل بوضوح.
لا يوجد ما يضمن أن وقف إطلاق النار سيستمر بعد سريانه، ولكن حتى في حال فشله، تظل إسرائيل تفتقر إلى وسيلة لكسب الحرب في غزة، ورغم أن الهدنة ليست بديلًا عن الحلول المستدامة، فهي خطوة ضرورية لتخفيف المعاناة المستمرة، مع الأخذ في الاعتبار أن معركة التحرير الكبرى قائمة، وأن التفكيك الشامل لهياكل الصهيونية وأنظمة الاستكبار العالمي التي أدامت هذا الصراع لا يتزعزع.
لقد ترددت صرخات التحرير من غزة في أرجاء العالم، وبالتالي تؤكد هيئة اليد العليا أنه من الأهمية بمكان ألا يتباطأ الزخم والتعبئة للحركة المؤيدة لفلسطين ومناهضة الصهيونية التي بنيت خلال العام الماضي في دول العالم؛ فيجب الاستمرار في التحرك الميداني والمطالبة بمساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتفكيك الدولة الاستعمارية المستوطنة الإسرائيلية وطموحها في إسرائيل الكبرى، وتحرير الأرض الفلسطينية بأكملها – من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.