التحديث (23/4/2025): نفدت الطبعة الأولى من كتاب «المجرى والمرسى: تفسير آيات من القرآن الكريم» لمحمد الميل في كل من المملكة المتحدة وجمهورية العراق؛ ومن المقرر أن تطرح الطبعة الثانية المنقحة في الأسواق قريبًا.
إن القرآن الكريم كتاب الله المعجز، ومن ابتغى الخير كله لم يفته تدبره وفهم معانيه؛ فالتدبر ليس مجرد قراءة عابرة، بل هو عملية تتطلب التأمل في المعاني السامية والحكم المتعالية.
في هذا السياق، يأتي كتاب «المجرى والمرسى» الذي خط فيه محمد الميل ما فتح الله عليه به من فهم، منتخبًا آيةً واحدةً من كل سورةٍ من سور القرآن الكريم، مبتدئًا رحلته من سورة «البقرة» ومنتهيًا إلى سورة «نوح»؛ وكان من عزمه أن يواصل المسير حتى سورة «الناس»، لتكتمل بذلك جولة شاملة على القرآن، من مطلعه إلى ختامه، غير أن مسار التأليف انقطع إثر تعرضه للاعتقال في بريطانيا عقب خطابٍ ألقاه في حشدٍ جماهيريٍ نصرةً للقضية الفلسطينية، فلما أفرج عنه إفراجًا مشروطًا، بادر إلى طباعة الكتاب على حاله، حرصًا على ألا يضيع ما جاد به قلمه.
لقد مهد المؤلف لرحلته بمقدمةٍ وضع فيها ملامح النهج الرشيد في التعامل مع القرآن، محذرًا من مهاوي الرأي المجرد، ومنبهًا إلى أن التفسير لا يستقيم إلا بالمنهج المحقق للقطع بدلالات آياته كمرتبةٍ عليا، وللاطمئنان كمرتبةٍ دنيا؛ مؤكدًا أن الشرع يعتد بهاتين المرتبتين، وأن ما عداهما من الظنون لا يبنى عليه أي حكم.
ويمضي مبينًا أن للقرآن سبكًا معجزًا، فلا يصح تفسيره إلا بمراعاة خصوصياته، واعتماد ما ارتضاه من مسالك ومناهج.
ومن هنا، ينعى على المناهج الفلسفية التي غزت الفكر الإسلامي، موضحًا أن تسرب التأويل العقلي المفرط إلى نصوص الوحي كان من أعظم أسباب التفرق والضلال.
إلى جانب ذلك، يؤكد أن القرآن محفوظ نصه؛ أما معانيه فمعرضة للتحريف، وهو معجزة خالدة تنكشف لطلاب الهداية بصدق البحث وإخلاص القصد.