المُرسِل:
ملاحظة لغوية: طرحتم نظرية باسم (نفير الثبات) من قوله تعالى: (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا). والظاهر أن الصحيح هو (النفير الثبات)، أن تجعلوا الثبات نعتا للنفير.
الرسالة الجوابية:
إن دلالة الإضافة التخصيص والتقييد، مثل: قرأت كتاب زيدٍ. ودلالة النعت التوضيح مثل: مررت برجل كاتب. وتوضيح المعرفة كـ: مررت بزيدٍ الخياط.
ومن الناحية اللغوية يجوز هنا الوجهان النعت والإضافة؛ فإذا أردنا الوصف بغرض التوضيح، نقول: النفير الثُّباتيّ والنفير الجماعيّ؛ فننسب إلى الثُّبات وإلى الجماعة، والنسب يجعل الأسلوب مستقيمًا لغويًا.
ولا مانع من الإضافة باعتبار أن النفير له أنواع شتى ونريد التخصيص، فنقول: نفير الثُّبات ونفير الجماعة. أما كون الثُّبات حالًا في الآية ومضاف إليه في نفير الثُّبات، فلا علاقة بينهما، فلكل تركيب دلالته، ويمكن التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من تركيب حسبما يقتضي السياق.
والثُّبات جمع ثُبَة، وهي الجماعة على تفرقة؛ فالثبات الجماعة بعد الجماعة، بحيث تنفصل الثانية عن الأولى، والثالثة عن الثانية. ولقد رُوي عن الإمام محمد الباقر أن المراد بالثُّبات: السرايا، وبالجميع: العسكر.
كما لا يصح أن يكون النعت (الثُّبات) جمعًا، والمنعوت (النفير، وجمعها: أنفار) مفردًا. نعم، يأتي النعت جمعًا والمنعوت مفردًا في حالة إذا كان المنعوت جمع تكسير، فنقول: في مسجدنا مآذن عاليات، ومآذن عالية. ثم إن إعراب ثُبات في الآية المباركة تمامًا كإعراب كلمة جميعًا؛ فكما لا يصح أن نقول: النفير الجميع، لا يصح أيضًا أن نقول: النفير الثُّبَة، والنفير الجماعة المتفرقة.
والله أعلم.