إن شيعة الكويت شريحة واسعة وعدد كبير وجزء لا يتجزَّأ من المجتمع الكويتي، وبعد أن صارت الكويت إمارة دستورية (سنة 1962م)، وأنشئ البرلمان فيها (سنة 1963م)، وصل أفراد من الشيعة بصناديق الاقتراع إليه، فكانت آمال الشارع الشيعي منعقدة على نوَّابهم بأن يتخذوا المسالك القانونية التي رسمها الدستور وحددها، لفرض مزيدٍ من الانفتاح الديني، الذي يسمح لهم ولغيرهم بممارسة شعائرهم بحرية.
وكانت إحدى تلك الشعائر وأقدسها وأهمها، هي إحياء يوم عاشوارء، يوم مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين في كربلاء، والتي تقاعس نواب الأمة عن أداء واجبهم الشرعي اتجاهها، فصار لزامًا علينا أن نحرِّك المياه ونشكِّل جبهة ضاغطة لأخذ حقوقنا.
تنشغل الشيعة في عاشوراء صغارًا وكبارًا في إظهار مظاهر الحزن والحداد، إلا أن العمل حائل يمنع من ممارسة تلك الشعائر، قد يستتبع غيابه عواقب لا تحمد.
وعلى هذا الأساس، نظَّمت هيئة اليد العليا في الكويت، حملة توقيعات شعبية للمطالبة باعتبار يوم عاشواء عطلة رسمية، وقد لاقت الحملة قبولًا حسنًا منذ أيامه الأولى، أملًا أن تزداد التوقيعات تمهيدًا لرفعها إلى الجهات المعنية، وإلى المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية، وتشكيل رأي عام ضاغط.