في يوم الثالث من جمادى الآخرة لسنة ١٤٣٨ هـ، صدر عن هيئة اليد العليا البيان التالي (٣٨٠٠٣):
إدارة قناة ONtv الموقَّرة
تحية طيبة وبعد،
طلب مني أن أبلغكم هذه الرسالة:
وَصَلَنا الحوار الذي أجراه المذيع عمرو أديب مع ضيفه الشيخ النابلسي المؤرَّخ في يوم الأربعاء (١/٣/٢٠١٧م)، ونظرًا لِما اشتمله الحوار من مغالطات وقع فيها ضيفكم، ارتأينا الرد بهذا الكتاب، وإننا إذْ نُبدي تعجَّبنا؛ فكيف لمن هو حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، ويحضر البحث الخارج في الحوزة العلمية عاجز عن إعرابِ الأبجديات وبلورتها!
أولًا: خامنئي ونظامه لا يمثلات الشيعة!
نؤكِّد لكم أن المدعو علي خامنئي لا يُمثِّل إلا نفسه وغَنَمه، أما التشيُّع نزيه عنه، وله رِجاله النُجباء، وكذا حال خميني ونصر الله، فإنهم جميعًا ظلمة فجرة، أيديهم مُلطَّخة بالدماء، وإنْ وجدتم سحقيًا من الشيعة اليوم ينتسبون إليهم.
وصَدَق المذيع حين رد عليه قائلًا: “الحرب الإيرانية التي ظلت ١٠ سنوات، هو كان كده الإسلام”؟
ثانيًا: زواج المتعة.. سنَّها النبي؛ فحرَّمها عمر!
تطرَّق المُستَضيف إلى زواج المتعة، وتراخى ضيفكم عن بيان حقيقتها؛ إذْ اكتفى بتجميلها، ومن هنا نسرد لكم قِصتها:
إن زواج المتعة أمر شرَّعه الله في كتابه حيث قال: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً». وسنَّه رسول الله صلى الله عليه وآله؛ ليكون قاضيًا على الانحراف، ولا خِلاف في سنِّه عندنا وعندكم، فغاية الكلام في نسخ الآية من عدمها.
أما الذي حرَّم المتعة وعاقب عليها فهو إمامكم عمر بن الخطَّاب، حيث اتخذ موقفًا جسورًا عاكس فيه شرع الله ورسوله! تجدون فحوى ذلك في ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي نضرة أنه قال: «كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت، فقال: ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما»!
وما يؤكِّد أنها كانت جائزة في الأصل هو عنوان الباب الذي أُدرج فيه هذا الحديث: «باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ ثم أبيح ثم نسخ واستقر تحريمه إلى يوم القيامة»!
ثالثًا: سب الصحابة جائزٌ عندنا!
من هنا، ننفي المزاعم التي صرَّح بها ضيفكم من أن مراجع الشيعة يُحرِّمون سب من يُدعون بـ “صحابة”، والحال عكسه؛ إذْ أن غاية ما في الأمر أن بعض المراجع لا يجيزون الجهر بسب الأراذل منهم ولعنهم لاعتبارات التقية لا أكثر.
هَبْ أن المراجع أجمعوا يومًا على تحريم النيل من أراذل الصحابة وإظهار مثالبهم، ماذا عن الروايات المستفيضة بل والمتواترة نصًا وضِمْنًا عندنا في هذا الشأن؟
إليكم مثلًا هذا الحديث المروي عندنا عن الإمام علي زين العابدين عليه السلام حينما سُئِل عن أبي بكر وعمر فأجاب: «هما أول من ظلمنا حقنا، وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما، ولا رحمهما، كافران، كافر من تولاهما»!
وإلكم ما جاء عن إمامنا الصادق عليه السلام: «كانا إمامين من أئمة الكفر»! وقال: «نحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما»!
يا عالم.. نحن الشيعة نسب ونلعن أراذل الصحابة، ومن يقول عكس ذلك يخدعكم.. يتقيكم.. يداهنكم!
إننا لا نخدعكم لأننا نُحبكم!
رابعًا: الختام
ولئن كنتم في شك من هذا؛ فإنَّا نوعز إليكم إعداد حلقة أخرى لنبيِّن الرأي الآخر الصريح بإطناب.
والسلام.
حسين عيسى
هيئة اليد العليا – مكتب لندن