ملحوظة: لم يتم تنقيح هذا التقرير أو مراجعته، وقد تم اقتباسه حرفيًا. نتيجة لذلك، قد تكون هناك أخطاء أو عدم دقة في المحتوى. من فضلك ضع هذا في الاعتبار أثناء القراءة.
إنتاج: قناة هَجَر
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.
من أراد اللهَ بدأ بكم، ومن وحدهُ قَبِلَ عنكم، ومن قَصَدَهُ توجهَ بكم، مواليَّ لا أُحصي ثناءَكُم ولا أبلغُ من المدحِ كنهَكُم ومن الوصفِ قدركم.
روى ثقة الإسلام الكليني بسنده عن يعقوبٍ السرَّاج. يعقوب السّراج الكوفيّ خادم أبي عبد اللّه الصادق، ومن خاصته وبطانته وثقاته، وهو غير أبي سلمة السرّاج الذي سمع الصادق عليه الصلاة والسلام وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعةً من الرجال وأربعةً من النساء: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية.
قال: دخلتُ على أبي عبدِ اللهِ -أي الإمام الصادق- عليه السلام وهو واقفٌ على رأسِ أبي الحسن موسى وهو في المهدِ. أي أنه كان طفلا صغيرا إمامنا الكاظم الذي نحن اليوم في ذكرى شهادته، وهنا لا بأس أن نشير إلى أن الأئمة حتى في طفولتهم هم حُجج الله تبارك وتعالى، كلامهم حجة، ولكلامهم اعتبار وثقل، وكان بعض أصحاب الأئمة وأعدائهم يُعيبون على الأئمة الذين كانوا صغارا في السن كإمامنا الجواد مثلا، فهنا رواية عن صَفْوانَ الجمَّالِ قال: «سألتُ أبا عبدِ اللهِ عليه السلام عن صاحبِ هذا الأمر، فقال: إن صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعبُ، وأقبل أبو الحسن موسى -وهو صغيرٌ ومعه عَنَاقٌ مَكِّيَّةٌ وهو يقول لها: اسجدي لربِّكِ، فأخذهُ أبو عبدِ اللهِ عليه السلام وضَمَّهُ إليهِ وقال: بأبي وأُمِّي من لا يلهو ولا يلعبُ». (رواه ثقة الإسلام الكليني في الكافي). كان صغيرا في السن ولكن حتى الحيوانات يدعوهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى، ويأمرهم بوحدانية الله، فلكلام الأئمة اعتبار.
فجعلَ يُسَارُّهُ طَويلا. أي يُكلِّمه بإخفات يُناجيه.
فجلستُ حتى فرغ، فَقَُمْتُ إليه فقال لي: ادْنُ مِن مولاكَ فسَلِّم. طفل ولكنه مولى.
فَدَنَوتُ فسلَّمتُ عليه فردَّ السلام بِلسانٍ فصيح. هم أئمة الفصاحة والبلاغة والبيان، ففي الأثر أن الإمام الجواد عليه الصلاة والسلام لما قذفوه نطق وهو صغير بلسانٍ أرهف من السيف، تقول الرواية: «وهو عليه السلام في ذلك ابن خمس وعشرين شهراً، فنطق عليه السلام بلسان أرهف من السيف، وأفصح من الفصاحة».
ثم قال لي: اذهب فغيِّر اسم ابنتكِ التي سَميتها أمس، فإنه اسمٌ يُبْغِضُهُ اللهُ. إمامنا الكاظم عليه الصلاة والسلام في المهد صغيرا يأمر صاحب والده يعقوب السرّاج أنْ اذهب وغيّر اسم ابنتك التي وُلدت وسمّيتها أمس، لأنه اسم لا يحبه الله تبارك وتعالى. وهنا أنا أتوقف، لماذا يعقوب السرّاج وهو صاحب الأئمة عليهم الصلاة والسلام يسمي ابنته بعائشة رغم توفّر الأسماء الطاهرة والنيّرة؟! كان للأئمة الطاهرين موقف سلبي من أعدائهم، وهناك بعض الشائعات على إمامنا الكاظم عليه الصلاة والسلام يتهمونه فيها أن له ابنة تسمى بعائشة! كيف ذلك والإمام بنفسه يقول بأن هذا الاسم اسم يبغضه الله؟
وكان وُلِدت لي ابنةٌ سَمَّيْتُها بِالحُميْراءِ. يعني عائشة. والحميراء هى المراة المحياضة و كما تقول العرب شر النساء الحميراء المحياض والسويداء الممراض.
فقال أبو عبدِ الله عليه السلام: انْتَهِ إلى أَمْرِهِ تُرشَد. فَغيَّرتُ اسْمَهَا.